الخميس، 14 فبراير 2013

ملحمة كلكامش...اسطورة البحث عن الخلود..! ج الاخير..




بعد ان قتل كلكامش وانكيدو الثور السماوي

وتخلصا من عقاب عشتار!وافتخرا بالنصر

صعدت عشتار اسوار اوروك وصاحت

(صارخة) ((الويل لكلكامش الذي دنسني

واهانني وقتل ثور السماء)) وما ان سمع

انكيدوا كلامها ((ولما سمع انكيدو هذا القول

من عشتار/قطع فخذ الثور السماوي وقذفه

بوجه عشتاروقال/لو قبضت عليك لقتلتك

مثله/ولربطت احشاءه بأطرافك))ثم اخذ

كلكامش يتفاخر بالنصر على عشتار((من

الامجد بين الرجال؟/من الاقوى بين الابطال/

وتلك التي قذفناها بفخذ ثور السماء وهي

غضبى/عشتار لم تجد في الدروب من يواسيها

ويفرح قلبها))اقام كلكامش حفل النصر في قصره

ثم نام البطلان،ورأى انكيدو حلمآ، فلما استيقظ

قصه على كلكامش((ياصاحبي اي حلم عجيب

رأيت اليلة الماضيه!/../قال اٌنو لأنليل/ لانهما

قتلا الثور السماوي وقتلا خمبابا/ فينبغي ان

يموت ذلك الذي اقتطع اشجار الارز/ولكن انليل

اجابه قائلآ :ان انكيدو هو الذي سيموت/اما

كلكامش فلن يموت!))وبعد ان نفذ الالهة العظام

حكمهم بانكيدو((رقد انكيدو مريضآ امام كلكامش

واخذت الدموع تنهمر من عينيه مدرارآ)) ثم

التفت اليه كلكامش وقال مواسيآ((يا اخي وخلي

العزيز علام يبرؤونني من دون اخي؟)) ثم

اردف كلكامش يقول((هل سيتحتم علي ان

اراقب ارواح الموتى/فاجلس عند باب الارواح؟/

وهل سيكتب علي الا ارى صاحبي العزيز بعيني))

ثم اردف كلكامش حزيننآ ومتألمآ وقال لانكيدو

المريض((لقد حباك الاله بقلب واسع/…/

لقد كانت رؤياك رؤيا عجيبة ولكنها مخيفة؟/

يسلط الالهة على الاحياء الاحزان/…/سأنام

واتضرع الى الالهة/ثم اخذ يلعن الصياد والبغي))

وبعد ذلك اشتد المرض بانكيدو وقال لكلكامش

((ثم اشتد المرض بانكيدو ولبث راقدآ على

فراش المرض وحيدآ/فاخذ يبث احزانه في تلك

الليلة الى صديقه وناجاه قائلآ:ياخلي ،لقد رأيت

الليلة الفائته رؤيا/كانت السماء ترعد فاستجابت

لها الارض/ وكنت واقفآ وحدي فظهر امامي

مخلوق مخيف مكفهر الوجه/../لقد عراني من

لباسي ومَسكني بمخالبه…/لقد بدل هيئتي

فصارت يداي مثل جناحي طائر مكسوتين

بالريش/نظر الي وقادني الى دار الظلمة،الى

مسكن (اركلا)/الى الدار التي لايرجع منها

من دخلها/..التي حرم ساكنوها النور/حيث

التراب طعامهم والطين قوتهم/…/وفي بيت

التراب الذي دخلته/شاهدت الملوك والحكام،

فرأيت تيجانهم قد نزعت وكدست،اجل رأيت

اولئك العظام الذين لبسوا التيجان وحكموا

الارض في الازمان الخوالي )) ولما انقضى

اليوم الذي رأى فيه انكيدو الرؤيا(( اشتد

المرض فظل ملازمآ فراشه يومآ وثانيآ وثالثآ

ورابعآ………وعاشرآ/وثقل المرض على

انكيدو، ومضى اليوم الحادي عشر والثان

عشروهو لا يزال راقدا على فراش المرض))

ثم بعد ذلك دعا اليه كلكامش وقال له

((ياصاحبي لقد حلت بي اللعنه/فلن اموت

ميتة رجل سقط في ميدان الوغى/../ولكن

من يسقط في القتال ياصديقي فانه مبارك/

اما انا فسأموت ذليلآ حتف انفي!!!!!!!!!))

ثم اجتمع كلكامش بشيوخ اوروك وقال((من

اجل انكيدو خلي وصديقي ،ابكي وانوح نواح

الثكلى/انه الفاس التي في جنبي وقوس يدي/

وفرحتي وبهجتي وكسوة عيدي/لقد ظهر

شيطان رجيم وسرقه مني/لقد تغلبنا جميعآعلى

الصعاب وارتقينا الجبال))ثم بعد ذلك ذهب

كلكامش الى حيث يضطجع انكيدوا مريضآ

وتكلم معاه لكنه لم يجبه!!((ظل مطبق العينين

ولم يفتحهما/فجس قلبه ولكنه لم ينبض/وعند

ذاك برقع صديقه كما تبرقع العروس/واخذ

يزأر حوله كالاسد/وكاللبؤه التي اختطف منها

اشبالها/وصار يمشي امام الفراش وهو يطيل

النظر اليه/وينتف شعره المظفور ويرميه على

الارض/خلع ثيابه الجميله ومزقها ورماها كانها

اشياء نجسة))لقد مات انكيدو اخيرآ..ولما لاح

الصباح نادى كلكامش صناع المدينه وقال لهم

((ايها الصفار والصائغ والجوهري وناقش

الاحجار الكريمة،اصنعوا تمثالآ لخلي))ثم

نحت لصديقه تمثالآ جاعلآ صدره من الازورد

وجسمه من الذهب..ثم بدأ يندب صديقه ويرثيه

((على فراش المجد اضجعتك/واجلستك على

كرسي الراحة الى يساري/سأجعل اهل اوروك

يبكون عليك ويندبونك/وانا نفسي بعد ان

توسد في الثرى سأطلق شعري/وسألبس جلد

الاسد وأهيم على وجهي في البراري)) وبعد

ان أدى كلكامش مراسم دفن صديقه انكيدو

هام على وجهه في البراري قاصدآ(اوتونبشتم)

(سيدنا نوح ـ على الارجح)..((…بكى كلكامش

بكاءآ مرا/وهام على وجهه في البراري وصار

يناجي نفسه:اذا ما مت افلا يكون مصيري مثل

انكيدو؟/ مَلك الحزن والاسى روحي/وها انا ذا

اهيم في القفار والبراري خائفآ من الموت /

والى(اوتو نبشتم)ابن(اوبارا توتو)/اخذت الطريق

وحثثت الخطى اليه)).وبعد ان وصل كلكامش الى

الجبال في رحلته الى اوتو نبشتم بحثآ عن الخلود

بعد ان مات صديقه انكيدو((لما ان بلغت مجازات

الجبال في المساء/رأيت الاسود فتملكني الرعب/

وابتهلت الى عظيمة الالهات لتحميني وتحفظني/

رفع فأسه واستل سيفه من غمده/ وانقض عليها

كالسهم فضربها وفتك بها)) ثم بعد مسير وصل

جبل (ماشو)العظيم الذي يحرسه(البشر العقارب)

((ولما ابصرهم كلكامش اصفر وجهه خوفآ

ورعبآ)) فبادره الرجل العقرب مستفسرآ عن

سبب مجيئه؟وتحمل السفر الشاق؟اجابه كلكامش

((اتيت قاصدآ (اوتو نبشتم)/الذي دخل في مجمع

الالهة/جئت لاسأله عن لغز الحياة والموت!!!))

اجابه الرجل العقرب وقال((لم يستطع احد من

قبل ان يفعل ذلك ياكلكامش/لم يعبر احد من

البشر مسالك الجبال/حيث يعم الظلام الحالك

في داخلها مسافة اثنتي عشرة ساعه مضاعفة

ولا يوجد نور)) نظر اليه كلكامش وقال((عزمت

على ان اذهب ولو بالحزن والالام/وفي القر

والحر وفي الحسرات والبكاء/فافتح لي الان

باب الجبال))ثم بعد ان سمع الرجل العقر

كلام كلكامش سمح له ان يعبر الجبال وفتح

الباب له((ولما ان سمع كلكامش اتبع كلمة

الرجل العقرب /ودخل باب الشمس…./كان

الظلام دامسآ ولا يوجد نور/../ولم يزل الظلام

حالكآ ولانور هناك/فلم ير ما امامه وما خلفه))

واستمر كلكامش في المسير الشاق((وسار خمس

ساعات مضاعفة وست ساعات……/ثم سار

عشر ساعات مضاعفة وبعد احدى عشرة ساعه

مضاعفة ظهر تألق الشمس/وبعد انقطع اثنى

عشر ساعة عم النور)) ثم يصف مشاهده هنا

((ابصر امامه اشجارآ تحمل الاحجار الكريمة،ولما

اقترب منها/../وجد الاشجار التي تحمل الازورد

فما احلى مرأها/رأى الشوك والعوسج الذي يحمل

الاحجار الكريمة والؤلؤ البحري)) وما ان وصل

الى ساحل البحر بعد ان قطع طرق الجبال شاهد

صاحبة الحانة (سدوري) التي اوصدت الباب

بوجه كلكامش لما رأته،يبدو عليه العناء والتعب

وخافت منه…وسمع كلكامش صوت اغلاق الباب

ثم قال لها((ما الذي انكرت في ياصاحبة الحانة

حتى اوصدت بابك بوجهي واحكمت غلقه

بالمزلاج؟/لاحطمن بابك واكسر المدخل/انا

الذي قبضت على الثور الذي نزل من السماء

وقتلته/وغلبت حارس الغابه خمبابا))ثم سألت

صاحبة الحانة كلكامش لماذا ملك الحزن قلبه

وذبلت وجنتاه؟ نظر كلكامش اليها واجاب حزيننآ

((كيف لا تذبل وجنتاي ويمتقع وجهي/ويمليء

الاسى والحزن قلبي وتتبدل هيئتي؟/وقد ادرك

مصير البشر صاحبي واخي الاصغر انكيدو

الذي تغلب على جميع الصعاب/انه انكيدو

صاحبي وخلي الذي احببته حبآ جمآ/ندبته ستة

ايام وسبع ليال/./اه لقد صار صاحبي الذي احببت

ترابآ/ وانا، سأضطجع مثله فلا اقوم ابد الابدين))

وبعد ان سمعت كلامه اجابته((الى اين تسعى؟/ان

الحياة التي تبغي لن تجد/اذ لما خلقت الالهة البشر

قدرت الموت على البشريه/واستأثرت هي بالحياة

اما انت ياكلكامش فاجعل كرشك مملوءآ/وكن

فرحآ مبتهجآ ليل نهار/../واغسل رأسك ../

ودلل الطفل الذي يمسك يديك/ وافرح الزوجه

التي بين ظلوعك/وهذا هو نصيب البشر))





ثم سأل كلكامش صاحبة الحانه ((اين الطريق





الى اوتو نبشتم /دليني كيف اتجه اليه؟/فاذا

امكنني الوصول اليه فانني حتى البحار

ساعبرها)) ثم اجابت صاحبة الحانه وقالت

لكلكامش ((لم يعبر البحر قبلك أحد قط/وما

عساك صانعآ لما تبلغ مياه الموت؟/ولكن

ياكلكامش هناك(اور شنابي)ملاح (اوتو نبشتم)/

وعنده صور الحجر وها هو الان في الغابة فعسى

ان تراه؟/واذا امكنك فاعبر بصحبته والا فعد الى

موطنك))ولما سمع ذلك كلكامش اخذ فأسه وتسلل

الى الغابة واتجه الى صور الحجر وكسرها وهو

في سورة غضبه بسبب موت صديقه انكيدو!!

ثم شاهده الملاح اور شنابي وسأله: من انت

ولماذا اتيت؟فأجاب كلكامش((جئت لاراك ..فدلني

على اوتو نبشتم؟ القاصي /…/انه انكيدو،خلي

واخي الاصغر/قد ادركه مصير البشريه/../اذ كيف

اهدأ ويقر لي قرار/وصديقي الذي احببت قد صار

ترابآ؟/وانا افلا اكون مثله فاضطجع ضجعة

لا اقوم من بعدها ابد الدهر!!))وترجى كلكامش

الملاح ((والان يا اور شنابي اين الطريق الى

اوتو نبشتم/اين الاتجاه اليه ؟دلني على الطريق؟

اليه/..فحتى البحار ساعبرها)) رفع الملاح بصره

وقال((ياكلكامش يداك هما اللتان منعتك من عبور

البحر/لانك حطمت صور الحجر واتلفتها؟!))واقترح

اور شنابي حلآ((والان خذ الفأس بيدك ياكلكامش/

وانحدر الى الغابة واقتطع منها مائة وعشرين

مرديآ طول كل منها ستون ذراعآ/واطلها بالقير

وغلف كعوبها بالمعدن واحضرها الي))ولما سمع

كلكامش ذلك اعد ما امر به الملاح ثم ركب

معه السفينه((انزلا السفينه في الامواج وهما

على ظهرها /../وهكذا بلغ اور شنابي مياه

الموت/وعندئذ نادى اور شنابي كلكامش وقال له

هيا ياكلكامش خذ مرديآ وادفع به/وحذار ان تمس

مياه الموت/خذ مرديآ ثانيآ..و..و/خذ مرديآ حادي

عشر وثاني عشر/وبمائة وعشرين دفعه (مردي)

استنفذ كلكامش كل (المرادي))في نفس الوقت

شاهد اوتو نبشتم السفينه ومن عليها؟من بعيد

ثم لما اقتربت منه شاهد كلكامش، وسأله عن

سبب مجيئه اليه وتحمله المشاق؟ فأجابه

كلكامش((يااوتو نبشتم كيف لا تذبل وجنتاي

ويمتقع وجهي/ويغمر الحزن قلبي وتتبدل هيئتي

ويصير وجهي اشعث/كمن انهكه السفر الطويل

ويلفح وجهي الحر والقر/…/صديقي وخلي الذي

احببته حبآ جمآوالذي صاحبني في جمي

الصعاب قد ادركه مصير البشرية؟/فبكيته ستة

ايام وسبع ليال ولم اسلمه للقبر/حتى وقع الدود

على وجهه/لقد افزعني الموت حتى همت على

وجهي في البراري/وانا الا سأكون مثله فاهجع

هجعه لا انهض من بعدها ابد الدهر/./لقد انهكني

السير والترحال وحل بجسمي الضنى والتعب)

ثم قال اوتو نبشتم لكلكامش((ان الموت قاس

لا يرحم/متى بنينا بيتآ يقوم الى الابد؟متى ختمنا

عقدآ يدوم الى لابد؟وهل يرتفع النهر ويات

بالفيضان على الدوام/ولم يكون دوام وخلود

منذ القدم/ان الالهه العظام قسموا الحياة والموت

ولكن الموت لم يكشفوا عن يومه))اجاب كلكامش

وقال ((ها انني انظر اليك يااوتو نبشتم/فلا ارى

هيئتك مختلفة،فأنت مثلي لا تختلف عني/لقد كنت

احسبك كاملآ كالبطل على أهبة القتال/فأذا بي

اشاهدك خاملآ مضطجعآ على ظهرك!/فقل لي

كيف دخلت في مجمع الالهة ونلت الحياة

الخالدة )) ثم اجاب اوتو نبشتم كلكامش قائلآ

((ياكلكامش سأفتح لك عن سر محجوب؟/شروباك

المدينة التي تعرفها انت/والراكبة علىشاطي

نهر الفرات/فرأى الالهة العظام ان يحدثوا طوفانآ

وقد زينت لهم قلوبهم ذلك/لقد اجتمعوا وكان معهم

انو ابوهم)) بعد ذلك قال الالهة العظام ((يا رجل

شروباك ياأبن اوبار توتو/قوض البيت وابن لك

فلكآ (سفينة)/تخل عن مالك وانج بنفسك /

انبذ الملك وخلص حياتك/واحمل في السفينة

بذرة كل ذي حياة!؟))ثم تم بناء الفلك((جلب الي

الصغار منهم القير/وحمل الكبار كل الحاجات

الاخرى/وفي اليوم الخامس اقمت هيكلها/

وجعلت فيها ستة طوابق تحتانية/../وقسمت

ارضيتها الى تسعة اقسام/ووضعت فيها المرادي

وجهزتها بالمؤن/ثم ذبحت البقر وطبختها للناس

ونحرت الاغنام في كل يوم/وتم بناء السفينه

في اليوم السابع عند مغرب الشمس/../اركبت

في السفينة جميع اهلي وذوي القربى/واركبت

فيها حيوان الحقل وحيوان البر وجميع الصناع/

ثم دخلت في السفينة واغلقت بابها))ثم بعد ان

ركب اوتو نبشتم ومن معه من البشر والحيوان

بدأ المطر والطوفان((وحل اجل الموعد المعين

وفي المساء انزل الموكل بالعاصفة مطرأ مهلكآ/

وتطلعت الى الجو فكان مكفهرآ مخيفآ/ثم ظهرت

من الافق البعيد غمامة سوداء/وفي داخلها ارعد

الاله ادد/واعقبه الاله ننورتا وفتق السدود/ورفع

الانونانكي المشاعل/واضاؤا بانوارها الارض/

ولكن بلغت الرعود عنان السماء/فاحالت كل نور

الى ظلمه/وتحطمت الارض الفسيحة كالكوز/وظلت

زوابع الريح الجنوبية تهب يومآ كاملآ/وفتكت

بالناس كانها الحرب العوان/وصار الاخ لا يبصر

اخاه/وحتى الالهة ذعروا وخافوا من عباب

الطوفان/وصرخت عشتار كالمرأة في ساعة

مخاضها!/وبكى الاله وهم منكسو الرؤوس/

ومضت ستة ايام وسبع ليال/ولم تزل الزوابع

تعصف وقد غطى عباب الطوفان الارض))

ولما حل اليوم السابع خفت الزوابع وتوقف

المطر وهدأ الجو والرياح..ثم اضاف اوتو نبشتم

((فتحت كوة فسقط النور على وجهي/ورأيت

البشر وقد عادوا الى طين/واستقر الفلك على جبل

نصير/…/ولما اتى اليوم السابع اخرجت حمامة

واطلقتها /طارت الحمامة ثم عادت/ثم اخذت

غرابآواطلقته/فذهب ولما رأى المياه قد انحسرت

اكل وحام وحط ولم يعد/وعند ذاك اطلقت كل شيء

الى الجهات الاربع وقربت قربانا))ثم يصف اوتو

نبشتم ما حدث بعد ذلك((ثم صعد انليل الى السفينه

ومسكني من يدي واركبني معه بالسفينة/وارك

معي زوجتي …/ثم وقف بيننا ولمس ناصيتينا

وباركنا وقال/لم يكن اوتو نبشتم قبل الان سوى

بشر/ولكن منذالان سيكون وزوجه مثلنا نحن

الالهة))وبعد ان انهى قصته عن الطوفان مال

ناحية كلكامش وقال((والان من سيجمع الالهة من

اجلك؟ياكلكامش لكي تنال حياة الخلود)) ثم اضاف

((تعال امتحنك لاتنم ستة ايام وسبع ليال؟)) ولكنه

لم يستطع ان يقاوم النوم فنام!((التفت اوتو نبشتم

الى امرأته وخاطبها:انظري هذا الرجل القوي الذي

ينشد حياة الخلود/لقد اخذته سنة من النوم

وتسلطت عليه كالضباب؟))وهكذا سقط كلكامش

بالامتحان ولم يستطع ان يبقى مستيقظآ!ثم قالت

زوجة اوتو نبشتم ((المس الرجل(كلكامش)كيما

يستيقظ /ويعود ادراجه سالمآ…)) اجاب كلكامش

حزيننآ لعدم تمكنه من الحصول على الخلود((ماذا

عساي ان افعل والى اين اوجه وجهي؟ وها ان

المفرق قد تمكن من جوارحي/اجل في مضجعي

يقيم الموت/وحيثما وضعت قدمي يربض الموت)

ثم بعد ذلك دعى اوتو نبشتم ملاحه اور شنابي

ليعيد كلكامش الى موطنه بعد ان يغير ملابسه

ويغسل اوساخه جراء السفر..ثم ركب كلكامش

السفينه وتهيأ للابحار وقبل ان تبحر السفينه ناداه

اوتو نبشتم وقال له((لقد جئت الى هنا وقد عانيت

التعب والعناء/فماذا عساني ان امنحك حتى تعود

الى بلادك؟سأفتح لك ياكلكامش سرآخفيآ/سابوح

لك بسر من اسرار الالهة/يوجد نبات مثل الشوك

ينبت في المياه/فاذا ما حصلت يدك على هذا

النبات وجدت الحياة الجديدة!!))وما ان سمع

هذا الكلام حتى نزل كلكامش الى اعماق المياه

واخذ النبات..وقال للملاح((يااور شنابي ان هذا

النبات نبات عجيب يستطيع المرء ان يطيل به

حياته/لاخذنه معي الى اوروك…/واشرك معي

الناس ليقطعوه وياكلوه/../وانا ساكله في اخر

ايامي حتى يعود شبابي))وبعد ان ابحرا توقفا

ليمضيا الليلا عند بركة ماء((نزل كلكامش فيه

ليغتسل في مائها/فشمت حية عرف النبات/وخرجت

من الماءواختطفت النبات!!/وفي عودتها نزعت

عنها جلدها))فجلس كلكامش عند ذاك واخذ يبكي

حتى جرت دموعه على وجنتيه وقال لاور شنابي

((من اجل من يا اور شنابي كلت يداي؟/ومن

أجل من استنزفت دم قلبي ؟/لم احقق لنفسي

مغنمآ!!/افبعد عشرين ساعة مضاعفة/ياتي

هذا المخلوق فيختطف النبات مني؟!)) وبعد

ثلاثين ساعة من السفر المضني وصل كلكامش

اخيرآ الى مدينته اوروك دون ان يحقق هدفه

بالحصول على الخلود!!!!!!ثم فكر كلكا مش

طويلآ وقال لاور شنابي الملاح((تمشى فوق

اسوار اوروك/ان شارآ واحدآ خصص للسكنى

وشارآواحدآ لبساتين النخيل وشارآ لسهل الارواء

اضافة الى حارة معبد عشتار! ))أخيرآ ادرك

كلكامش بان خلوده هي باعماله الباقيه التي

حققها لشعبه!! وبالقيم الانسانيه التي ارساها

لمن بعده وبذلك يكون قد ادرك(الخلود)!!!…

………..نهاية الملحمة……………

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    تحياتي استاذ البحر
    ملحمة استمتعت يقرأتها وتشكر على سردها ..
    لي طلب بسيط ان سمحت
    ليتك توضح بصورة بسيطة ..العلاقة بين طوفان نوح كما ورد في القران الكريم والرواية السومرية هذه
    ملحمة كلكامش .فالتشابة بينهمافي عدة نواحي..
    شكري وتقديري لجهدك

    ردحذف